
على أبواب نهاية الموسم الأوروبي في كرة القدم، بدأت تنحصر احتمالات التتويج بالدوريات المحلية الكبرى، والمسابقات الأوروبية التي بلغت دورها نصف النهائي من دون ريال مدريد الإسباني المقبل على موسم استثنائي من دون أي لقب في مواجهة برشلونة في أفضل أحواله، وهو السيناريو نفسه الذي يحدث لمانشستر سيتي الإنكليزي المهدد بالغياب عن دوري الأبطال الموسم المقبل، على غرار مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي لم يبقَ له سوى التتويج بلقب الدوري الأوروبي لإنقاذ موسمه، في وقت يسعى باريس سان جيرمان الفرنسي لتحقيق المفاجأة بعد تتويجه بالدوري وبلوغه نهائي كأس فرنسا وإطاحته ليفربول وأستون فيلا الإنكليزيين في دوري الأبطال الذي سيكون مفتوحاً على كل الاحتمالات.
بلوغ أربعة أندية من أربعة دوريات مختلفة نصف نهائي دوري الأبطال، في غياب ريال مدريد ومانشستر سيتي وليفربول يفتح المجال أمام أرسنال وباريس سان جيرمان وإنتر وبرشلونة للمنافسة على اللقب بحظوظ متساوية، رغم التوقعات المتفائلة التي ترشّح الباريسي لإحداث المفاجأة بفريق أصبح من بين الأفضل أوروبياً، يُقدم كرة جميلة بمواهب كثيرة يقودها عثمان ديمبيلي المرشح الأبرز للفوز بجائزة الكرة الذهبية رفقة لمين جمال، وليفاندوفسكي، ولاوتارو مارتينيز، كما تبقى حظوظ برشلونة وإنتر وأرسنال قائمة للفوز باللقب الأغلى، مع أفضلية نسبية لـ"البرسا"، الذي يعيش أفضل أحواله هو أيضاً.
في مسابقة الدوري الأوروبي لهذا الموسم ينحصر الصراع بين مانشستر يونايتد وأتلتيك بلباو اللذين سيلتقيان في نصف النهائي، مع أفضلية نسبية للفريق الإسباني الذي يحتضن النهائي على ملعبه في حال اجتاز عقبة "المان" الذي يلعب أحد أسوأ مواسمه منذ سنوات، ولم يبق له سوى التتويج بلقب الدوري الأوروبي للمشاركة في مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل، بعد ابتعاده عن المراكز الخمسة في الدوري التي ربما يغيب عنها أيضاً مانشستر سيتي أو تشيلسي ويشارك فيها نوتنغهام فوريست بعد موسم يقترب فيه ليفربول من تجديد العهد مع التتويج بلقب البريمييرليغ للمرة الـ20 في تاريخ النادي على حساب أرسنال الذي يلاحقه "النحس" منذ سنوات رغم تألقه كل مرة.
في إسبانيا يتوجه برشلونة نحو التتويج بلقب الليغا مستثمراً في تراجع مردود ونتائج النادي الملكي، إذ عمّق الفارق عنه إلى أربع نقاط قبل خمس جولات عن نهاية الموسم، وهو مرشح للفوز عليه الليلة في نهائي كأس الملك، ومرشح للتتويج بدوري الأبطال للمرة الأولى منذ عشر سنوات، في حين يتوجه ريال مدريد نحو الخروج من دون لقب هذا الموسم رغم استفادته من خدمات كيليان مبابي، الذي أخفق في تحقيق ما جاء من أجله إلى مدريد، وهو الفوز بلقب دوري الأبطال وجائزة أفضل لاعب في العالم، إلّا إذا تمكّن من الفوز بالدوري والكأس وكأس العالم للأندية، وهي الأمور التي تبدو صعبة في ظل الأوضاع الحالية للفريق الذي يعاني متاعب فنية ومعنوية ومشاكل في غرف الملابس.
الحسم في فرنسا كان باكراً هذا الموسم لصالح النادي الباريسي، ويقترب لصالح البايرن في ألمانيا، في حين يبقى التنافس على أشده في إيطاليا بين نابولي وإنتر، في وقت تراجع ميلان رغم بلوغه نهائي الكأس بعد إطاحة إنتر في الدور نصف النهائي، ما يسمح له بالمشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي الموسم المقبل في حال فوزه بالكأس، ويترك المشاركة في دوري الأبطال لنابولي وإنتر، ويوفنتوس، ولاتسيو إضافة إلى روما، في انتظار الحسم في الدوري، ومعرفة مشوار إنتر في دوري الأبطال، الذي يمنح مكانة إضافية للإيطاليين في حال التتويج.
تألق ليفربول وباريس وبايرن محلياً، في انتظار برشلونة وإنتر، وإخفاق مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس، يعتبر منطقياً إلى حد كبير، في انتظار معرفة مصير دوري الأبطال الذي يبقى مفتوحاً على كل الاحتمالات، ومعرفة مصير جائزة أفضل لاعب في العالم، التي تبقى محصورة بين لامين جمال، وليفاندوفسكي، وديمبيلي، ولاوتارو مارتينيز، وبدرجة أقل محمد صلاح في حال تألقه في بطولة كأس العالم للأندية هذا الصيف.
نقلا عن العربي الجديد