
ترسخ أكاديمية ريال سوسيداد لتكوين اللاعبين "زوبييتا" مكانتها كمنارة للمواهب الكروية في إسبانيا وأوروبا، حيث تعد نموذجًا فريدًا في تطوير اللاعبين المحليين، وتقديمهم إلى عالم الاحتراف.
ومن قلب إقليم غيبوثكوا في الباسك، تنطلق المواهب الشابة لتشق طريقها نحو النجومية، مدعومة بفلسفة تكوين شاملة.
تأسست أكاديمية زوبييتا عام 1980، وتبعد حوالي 15 دقيقة عن مركز مدينة سان سيباستيان، وتمتد على مساحة شاسعة تضم 6 ملاعب عشبية، 4 منها طبيعية، تستخدم لتدريب مختلف الفئات السنية وصولاً للفريق الأول لنادي ريال سوسيداد.
ويتبنى ريال سوسيداد، سياسة واضحة ترتكز على الاعتماد على المواهب المحلية؛ حيث يشكل اللاعبون القادمون من إقليم الباسك غالبية لاعبي الأكاديمية.
وفي عام 2013، كان 22 من أصل 23 لاعبًا في فريق "خوڤينيل أ" ينتمون إلى هذا الإقليم، ما يعكس التزام النادي الراسخ بتطوير أبناء المنطقة وتعزيز الهوية الإقليمية.
وفي السياق ذاته، خلال عام 2024، كان لدى ريال سوسيداد 16 لاعبًا من خريجي الأكاديمية ضمن صفوف الفريق الأول، متفوقة بذلك على أندية مرموقة مثل أتلتيك بيلباو، وبرشلونة.
وتعد أكاديمية "زوبييتا" من بين الأكثر إنتاجًا للمواهب على مستوى القارة الأوروبية، ففي إنجاز لافت، يتخرج 11% من خريجي أكاديمية ريال سوسيداد كلاعبين محترفين في مختلف الدوريات الأوروبية الكبرى.
وهذه النسبة المذهلة تضع "زوبييتا" في صدارة الأكاديميات التي تعتمد على تطوير لاعبيها وتقديمهم بنجاح إلى عالم الاحتراف، متفوقة بذلك على العديد من الأندية الأوروبية العريقة.
يذكر أن النجم الفرنسي "أنطوان جريزمان" يعتبر أحد أبرز النماذج الملهمة التي خرجت من أكاديمية سوسيداد، حيث انضم جريزمان إلى "زوبييتا" في سن الـ13 قادمًا من فرنسا، وتدرج في مختلف فئاتها السنية ليثبت موهبته الفذة، التي جعلته يرسخ مسيرة أسطورية عرفت تتويجه ببطولة كأس العالم 2018.